من أهم القدرات التي تساعدك على النجاح و تحقيق أفضل النتائج فيما تقوم به هو مدى قوة ذاكرتك و قدرتك على استرجاع المعلومات عند حاجتك إليها أليس كذلك ؟ فكلنا نعلم أن الأشخاص الناجحين في ميادينهم و إختصاصاتهم هم أولائك الذين يعرفون كيف يستعملون المعلومات التي لديهم بعد أن تعلموها وحفظوها، بالإضافة إلى معرفة استخدامها في الوقت المناسب، وهذا كله يعود لقوة ذاكرتهم و قدرتهم على استرجاع المعلومات التي بحوزتهم بسرعة أكبر من الآخرين.
اكتشف شاب ألماني إمكانية تقوية ذاكرته بالصدفة خلال مشاهدته لبرنامج تلفزيوني. وبقوة العزيمة وبتمارين خاصة تمكن من الفوز ببطولة العالم في قوة الذاكرة. ويكشف يوهانيس مالوف سر نجاحه بأنه يخترع قصصا شيقة للأشياء حتى يتمكن من حفظها.
نظر يوهانيس مالوف إلى 52 من ورق اللعب (كوتشينة)، وبعد أربعين ثانية فقط وضع مالوف - البالغ من العمر 32 عاما- هذه الأوراق جانبا ثم رتب أوراق لعب أخرى بنفس ترتيب الأوراق الأولى التي نظر إليها. وقد يقول المتابع لهذه العملية من الخارج إن هذا أمر مستحيل، ولكنه مجرد تدريب طبيعي جدا بالنسبة لبطل العالم في قوة الملاحظة والحفظ، الذي يجلس على مقعد متحرك.
وقد بدأت قصة مالوف بمشاهدة برنامج تلفزيوني قبل عشر سنوات رأى فيه كيف استطاعت إحدى المشاركات حفظ رقم من عشرين عددا، وعندها قال مالوف لنفسه "إذا كانت هذه السيدة تستطيع ذلك فلا بد أن أستطيعه أنا أيضا"، وبدأ ينشغل بهذا الموضوع، كما اطلع على صفحة "ميموري إكس إل" التي تهتم بتقنيات تقوية الذاكرة، وعثر هناك على مدرب إلكتروني على قوة الذاكرة.
وهكذا بدأ بطلنا -الذي كان طالبا آنذاك- في التدرب، وكانت النتيجة مفاجئة له، إذ تمكن من حفظ ترتيب 52 من ورق اللعب خلال 13 دقيقة. وأصبح مالوف بطل العالم الحالي في قوة الذاكرة، كما يحتفظ بالرقم القياسي في قوة الذاكرة بتصنيفاته الثلاثة.
وقد تكون هناك طريقة بسيطة لتقوية هذه الذكريات. فبحسب بحث أجراه كريس بيرد، من جامعة ساسيكس البريطانية، فإن كل ما هو مطلوب منك هو مجرد عدة ثوان من وقتك، وقليل من التخيل.
فقد طلب بيرد من بعض الطلاب التمدد داخل جهاز المسح الضوئي للدماغ، ومشاهدة سلسلة من مقاطع الفيديو من موقع يوتيوب، (منها على سبيل المثال جيران يلقون النكات ويسردون المواقف الطريفة مع بعضهم البعض).
وبعد مشاهدة بعض المقاطع مباشرة، أعطي بعض الطلاب 40 ثانية لاستعادة المشهد في أذهانهم، ووصف تفاصيله مرة أخرى لأنفسهم.
وبالنسبة للبعض الأخر من الطلاب، فقد طلب منهم الانتقال لمشاهدة فيديو آخر من دون الحصول على فرصة لمحاولة استعادة ما شاهدوه في أذهانهم.
وقد اكتشف بيرد أيضاً أن المسح الضوئي للدماغ الذي أجراه كشف عن مدى قوة الذاكرة لدى الطلاب الذين أعطوا فرصة لتذكر واسترجاع ما شاهدوه.
فقد أظهر ذلك نشاطاً دماغياً أثناء تذكر الطلاب لتفاصيل مقاطع الفيديو التي شاهدوها متقارباً مع ذلك النشاط الدماغي الذي أظهروه بالفعل أثناء مشاهدة الفيديو أول مرة.
ويعني هذا أن الطلاب بذلوا جهداً خاصاً في المشاهدة ليتذكروا ما شاهدوه في وقت لاحق.
وهذا ربما يعني أيضا أن في ذلك مجرد إشارة إلى أهمية الجهد الذي بذلوه في محاولة تذكر تفاصيل المشاهد التي رأوها. ومن المحتمل أيضا أن ذلك مكن الطلاب من ربط الأحداث التي شاهدوها بذكريات أخرى.
أحد الطلاب قارن بين شخصية شاهدها في مقطع فيديو وبين شخصية جيمس بوند، مما جعل تلك الشخصية التي شاهدها أكثر رسوخاً في ذاكرته.